كانت
شبكة الإنترنت وبالاً عليه! فقد أضاعت حلمه الجميل وقتلت بداخله الحب
الكبير الذي أغرق فيه زوجته الحسناء... أُسقط في يد المطرب الشاب عندما وجد
صور زوجته في أحد المواقع المشبوهة. ظن أنه يحلم أو أن أحدهم سرق صور
الزوجة الحسناء، بشكل أو بآخر، لكي يشوه سمعة السيدة البريئة. قبل أن
يتمادى الزوج في شكوكه بدأ يبحث عن المزيد من المعلومات عن الزوجة، وكانت
المفاجأة أنه وجد كليباً للزوجة صوّره شخص قال عن نفسه إنه زوجها الأول...
ذُهل الزوج الذي لم يجد سوى إبلاغ النيابة، خاصة بعد اختفاء الزوجة...
الإنترنت نعمة ونقمة في الوقت نفسه على الزوج سامح، المطرب الشاب
الذي كان يحلم بالرومانسية والحياة بين جنبات منزل يملؤه الحب. وظن الزوج
الشاب ذات يوم أنه وجد هذا الحب، ولكنه كان واهماً، اذ اكتشف أنه يعيش
خدعة كبرى عمرها عامان، بدأت منذ تعرفه على زوجته الحسناء الرقيقة لمياء،
وانتهت في هذه اللحظة التي اكتشف فيها تفاصيل الخدعة الكبرى التي عاشها.
تعرف عليها أثناء تسوقه في أحد المراكز التجارية بالمدينة الساحلية التي
يعيش فيها. كانت شديدة الجمال والجاذبية، ولم يستطع أن يمنع عينيه من
مطاردة الحسناء التي أحست بما يجيش في نفسه، فتمادت في إظهار دلالها،
وحاولت بشكل متعمد أن تطيل فترة وقوفها أمامه في المتجر الكبير...
ولم
يضع المطرب الشاب سامح وقته، بل راح يطاردها، وعرف مكان سكنها، وظل
يراقبها وهو في انتظار نزولها من منزلها، وقرر أن يتجرأ ويفاتحها بحقيقة
مشاعره، وكانت سعادته بلا حدود عندما لمح منها تجاوباً.
جلس معها في أحد الأماكن العامة، وأكد لها أنه أحبها منذ النظرة
الأولى... وبلا مقدمات طلب يدها! أظهرت لمياء تردداً لكنه لم يعطها
الفرصة، وأكد لها أنها ستكون أسعد زوجة في الدنيا معه وأنه سيقدم لها
حياته كلها!
شعرت لمياء بالحب يقطر من كلماته، فردت له أن ظروفها قاسية، فهي تعيش
بمفردها بعد وفاة والديها وإثر خلاف بينها وبين أخيها، وليس لها أحد،
فأخبرها سامح أنه سيكون لها أباً وأخاً وزوجاً.
بلا مشاكل
تم الزواج في احتفال بهيج جمع
أسرة سامح كلها، ولم يكن هناك من يمثل أسرة لمياء التي لم يحضر معها سوى
بعض صديقاتها، ولم تكن هذه المسألة تسعد أسرة الزوج مطلقاً، فالقلق لم
يفارق الأم التي شعرت بغصة في حلقها، ولكنها في النهاية قررت أن تمتثل
لرغبة ابنها.
عاش الزوج أجمل أيامه مع زوجته، التي وفرت له جواً من الرومانسية في
المنزل الذي تحول إلى مشهد جميل للحب الذي جمع بين قلبين، لم يكن يعكر صفو
هذا الحب سوى تأخر الزوجة في الحمل، لكن سامح لم يكن يجرح مشاعرها، ورفض
أن يتحدث مطلقاً عن هذا الأمر!
كانت والدته تحثه
دائماً على الذهاب بزوجته إلى الأطباء، لكن سامح كان يرفض ويردد مؤكداً أن
هذا الأمر بيد الله، وتارة أخرى يخبر زوجته أنه لا يفكر في هذا الأمر
الآن. ولم تحدث مطلقاً أي مشكلة بين الزوجين، لأن الزوجة كانت تحرص بشكل
كبير على امتصاص غضب زوجها والاستجابة لكل طلباته.
وسط
عالم السعادة، لم يستطع الزوج أن يقاوم بذرة من الشك نبتت في قلبه، اذ لم
يكن يعرف سبباً للمكالمات التي كانت تجريها زوجته وتنهيها بمجرد دخوله
غرفتها، بالإضافة إلى بقائها ساعات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر، وهي تتذرع
بأنها تتصفح الإنترنت وتبحث عن المواقع الإخبارية والتثقيفية. ازدادت
الشكوك في قلب الزوج، وتحول الشك إلى يقين بعد أن اختفت الزوجة تماماً،
فقرر الزوج أن يتصفح الجهاز الشخصي لزوجته، وحدسه ينبئه بأنه سيجد شيئاً
لا يسعده. كسا التوتر وجه الزوج وهو يتجول في الكمبيوتر الخاص بالزوجة،
وفجأة توقف أمام صفحة محفوظة على الإنترنت فيها صور للزوجة، أسقط في يد
الزوج وهو يتأمل هذه الصور التي تكاد تكون عارية.
بدأ يبحث عن المزيد، واكتشف أن هناك موقعاً للزوجة على
الإنترنت، ومحاورات بينها وبين أحد الأشخاص، وحينما بدأ سامح يتحاور مع
هذا الشخص، اكتشف ما لم يتوقعه، فأخبره الشاب أنه كان متزوجاً من لمياء
ولكنها هربت منه دون أن تحصل على طلاقها، وأخذ يبحث عنها في كل مكان حتى
اهتدى إليها عن طريق شبكة الإنترنت. الشاب الذي يدعى ماجد طلب من سامح
الابتعاد عن لمياء لأنها عادت إليه، وطلب منه أن يطلقها بهدوء. والتزم
الزوج الصمت، لكنه اهتدى إلى فكرة، فقرر مجاراة ماجد، وأخبره بأنه سيفكر
في الأمر، وطلب منه رقم هاتفه المحمول.
ولم يضيِّع سامح وقته بل أسرع إلى رجال المباحث وأبلغهم بما حدث، واتهم زوجته بالخيانة عن طريق الإنترنت والجمع بين زوجين.
تحت التحفظ
قدم المطرب الشاب لرجال
المباحث الأقراص الخاصة بزوجته، وطلب اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها،
وقررت النيابة للمرة الأولى وضع الزوجة وزوجها الأول تحت التحفظ في
منزلهما الىحين التأكد من جدية الاتهام، خاصة أن سامح أكد أنها تنوي الهرب
خارج البلاد. وتمكنت الشرطة من الوصول إلى الشقة التي تقيم فيها لمياء مع
زوجها الأول، وكانت مفاجأة قاسية للاثنين، لكن الزوج الأول ماجد سرعان ما
استرد تماسكه، وأكد أنه لم يرتكب جريمة، وقدم لرجال المباحث وثيقة زواجه.
طلب
منه رجال المباحث ألا يغادر منزله تطبيقاً لقرار النيابة، الأول من نوعه
في هذا الشأن، واستكملت النيابة تحقيقاتها للتأكد من صدق اتهام الزوج
الثاني، وعُرض موقع الزوجة على الإنترنت على خبراء متخصصين، وتم تفريغ
الأقراص الخاصة بها، وكذلك رسائل غرف الدردشة. وقدم سامح لرجال النيابة
عقد زواجه من زوجته، وكذلك الشهود الذين أكدوا أنها ادعت عدم زواجها من
قبل.
وحسمت النيابة قرارها، استدعت ماجد وزوجته، ووجهت الى الزوجة تهمة الجمع
بين زوجين وتزوير محررات رسمية، بالإضافة إلى تهمة خدش الحياء عن طريق
النشر في وسائل الإعلام، وقررت حبسها وزوجها الذي اتهم بالمشاركة معها في
الجريمة دون الإبلاغ عنها، وأحيلا على المحاكمة محبوسين. يقول الزوج سامح:
«لم أكن أعلم أن لمياء مخادعة إلى هذا الحد. عشت عامين في سعادة غامرة
دون أن أتخيل أنني غارق في الوهم. كانت تخبرني بأنها تحبني وأنني الرجل
الأول والأخير في حياتها لكنها كانت كاذبة. كان من الممكن أن أظل مخدوعاً
لسنوات، لأن لمياء شديدة الذكاء، ولم تترك وراءها ما يثير شكوكي إلا في
الأيام الأخيرة. لكن الله شاء أن ينقذني من الغفلة، ومشاهدتها داخل السجن
هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يشفي غليلي».